قبر أزيل … وشواهد دمرت … وقبور إسلامية أستبيحت … وآثار قديمة دثرت … وخلعت يافطة تقول ” منطقة آثار قديمة ” الدخول ممنوع …من قبل مجهولين إسرائيليين ، هذا هو الحال اليوم في مقبرة قرية عمواس المهجرة الكائنة شمال غرب مدينة القدس .
حيث أثار إزالة قبر من جوار مقام الصحابي عبيدة بن الجراح وتدمير شواهد قبور أخرى في قرية عمواس حفيظة اهالي قرية عمواس .
وأحتجوا على قيام جهات إسرائيلية بالمساس بالمقابر الاسلامية وحرمتها في وضح النهار ، دون تحريك ساكن من قبل دائرة الآثار والطبيعة أو غيرها من المؤسسات الرسمية.
وكان قد كشف عن إزالة القبر وتدمير شواهد القبور قبل عدة أيام ، وتساءل أهالي القرية لماذا هذا التخريب والمساس بقبور مضى على وجودها أكثر من مئة عام …؟! مؤكدين أن إحترام الميت منصوص عليه في الديانات السماوية.
وقد اصيب عدد من سكان قرية عمواس المدمرة بالصدمة من مشهد إزالة قبر كان بجوار قبر آخر ، حيث كانا موجودان على طرف مقام الصحابي عبيدة بن الجراح .
زيارة المقبرة
ويقع مقام الصحابي “أبو عبيدة بن الجراح” على مدخل قرية عمواس ، حيث توجه عدد من أهالي قرية عمواس برفقة رئيس جمعية عمواس للاطلاع على الانتهاك الصارخ لهذا القبر ، بينما كان معهم كتاب يوثق كل المعالم التاريخية والآثار في قرية عمواس .
المواطن أحمد حسن
وعندما رأى المواطن احمد مصطفى أحمد حسن 79 عاما القبر الذي أزيل ، أخذ يتفحص القبر المحاذي له ، ويقول ” أنا متأكد من وجود قبر آخر بجانبه وهذه الصورة تؤكد ذلك ” مشيرا أن القبر المجاور الذي أزيل كتب عليه أنه أقيم في عام 1331 هجري أي قبل مائة سنة ، ومن المؤكد أن القبر الذي ازيل اقيم في نفس العام .”
ووصف ما جرى بالعمل التخريبي والأمر المحزن ، قائلا :” ما قاموا به لا يتصوره العقل، فنبش القبور محرم في الاسلام وكافة الديانات السماوية .
وأضاف ” لا نعرف لماذا تم إزالة القبر وتدمير شواهد القبور الأخرى ، وما الهدف من ذلك .”
وأوضح أنه عاش في قرية عمواس 36 عاما ، حيث تعلم بقرية عمواس للصف السابع زمن الانجليز ، وكان لوالده منزلين واحد في قرية عمواس وآخر في أبو غوش ، بالاضافة إلى وجود دكان لهم .
المواطن محمد صالح ابو غوش
أما المواطن محمد صالح أبو غوش 61 عاما فقد عاش في قرية عمواس 17 عاما ، ودرس المرحلتين الابتدائية والاعدادية كاملة في مدارس قرية عمواس .
وفي لقاء معه قال :” هنا يوجد مقام أبو عبيدة بن الجراح أمين الأمة الاسلامية ، وكان قد ارسل أبو عبيدة مع ثلاثة آخرين من قادة المسلمين لفتح بلاد الشام ، وبعد فتح مدينة القدس أصيب أبو عبيدة مع غيره من جنود المسلمين الأوائل بمرض الطاعون الذي سمي ” بطاعون عمواس ” عام 640 ميلادي .”
موضحا ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد أرسل إلى عبيدة بن الجراح لكي يخرج من هذا المكان ” قرية عمواس ” ولكنه أبى ، وتوفي هو مع 25 ألفا من خير جنود المسلمين الذين دفنوا في هذه القرية ، حيث روت دمائهم ترابه ، علما أنه يوجد بالقرية ثلاثة مقابر .
وطالب ابو غوش بعودته إلى قريته وأهالي عمواس ، والعمل على ترميم المقامات الموجودة كمقام عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما والحفاظ على القبور الموجودة بالقرية .
رئيس جمعية عمواس
من ناحيته أكد رئيس جمعية عمواس صلاح أبو قطيش على قدسية المقابر الاسلامية ، وأعتبر إزالة هذا القبر هو بداية لإزالة بقية القبور بالقرية من قبل الجانب الاسرائيلي ، وهي خطوة لإزالة المقبرة ثم المقام .
وندد بتدنيس قبور الأموات ، وحمل الحكومة الاسرائيلية وخاصة سلطة الآثار المسؤولية الكاملة عن الاعتداء على المقابر الاسلامية .
واوضح أبو قطيش لدى زيارته للمقبرة ورؤيته للقبر الذي أزيل من مكانه ، أنه ليس عملا فرديا بل جماعيا وذلك لحجم القبور الضخم ، والتي تحتاج لساعات حتى إزالتها ، مشيرا ان هناك دوريات تمر بشكل دائم بهذا المكان والقرية ، أين كانت لحظة وقوع هذا الاعتداء ..؟
وقال :” لا يوجد لديهم ضمير ولا دين على الاطلاق ، ألا يكفي أنهم قتلونا في عام 1967 بتهجيرنا …! واليوم يقتلونا بتدمير قبور أجدادنا وآبائنا ، يجب وقف هذه المجزرة .
وطالب برجوعهم إلى قريتهم عمواس معلقا :” ولن ننسى ” . مؤكدا على إرتباطهم العقائدي والتاريخي مع أرضهم وقريتهم عمواس .
مناشدة
وناشد صلاح ابو قطيش مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بمساعدة الجمعية وأهل القرية بترميم المقابر ، مشيرا ان الجمعية مستعده للتعاون مع مؤسسة الأقصى والأوقاف الاسلامية من اجل ترميم المقابر ووقف المهزلة التي تتم من قبل أناس متعصبين .
24 أغسطس 2011
موقع: فلسطينيو 48