الأسير يحيى هاشم الهيموني: أيقونة النضال الفلسطيني وذاكرة الخليل التاريخية

الهوية النضالية للأسير المحرر
يحيى هاشم عبد الفتاح الهيموني، من مواليد الخليل في 1 يناير 1986، جسّد صورة الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال بعزيمة لا تلين. اعتقلته قوات الاحتلال في 14 فبراير 2008 وحُكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة بتهمة مشاركته في عملية ديمونا الاستشهادية. أمضى الهيموني 17 عامًا في الأسر، متنقلاً بين سجون الاحتلال، منها سجن ريمون، حيث تعرض لظروف قاسية شملت العزل الانفرادي والحرمان من الزيارات العائلية.
رغم الألم، شكّل الهيموني رمزًا للصمود. فقدت عائلته الكثير: شقيقه عمر استشهد، وشقيقه باسل نُفي إلى غزة بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة وفاء الأحرار.
تحرره في صفقة "طوفان الأحرار"
في يناير 2025، أُفرج عن يحيى الهيموني ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ"طوفان الأحرار"، التي شملت إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني، بينهم 70 من ذوي الأحكام المؤبدة، مقابل الإفراج عن أربع مجندات إسرائيليات. عند تحرره، عبّر الهيموني عن اعتزازه بتضحيات الشعب الفلسطيني، مشددًا على أهمية مواصلة الكفاح لحماية الهوية الوطنية.
الخليل: مدينة التاريخ والصمود
تقع الخليل، المدينة التي وُلد فيها الهيموني، في قلب فلسطين وتحمل تاريخًا ضاربًا في القدم. أطلق عليها الكنعانيون اسم "قرية أربع"، نسبة إلى بانيها "أربع"، بمعنى أربعة. في أوائل القرن التاسع عشر قبل الميلاد، أقام فيها النبي إبراهيم عليه السلام لبعض الوقت تحت بلوطات "ممرا" شمال المدينة. وعند وفاة زوجته سارة، دفنها في مغارة "المكفيلة"، التي اشتراها من عفرون بن صوحر الحشي. لاحقًا، دُفن في المكان نفسه إبراهيم، وابنه إسحق وزوجته رفقة، مما جعل الخليل تحمل قيمة دينية وتاريخية عظيمة.
حماية الهوية الفلسطينية
إن قصة يحيى الهيموني تجسد الروح النضالية لشعب فلسطين، وتؤكد على أهمية توثيق التاريخ والتمسك بالجذور. كما تُبرز مدينة الخليل كرمز للحضارة والهوية الفلسطينية المتجذرة التي حاول الاحتلال طمسها، لكنها تبقى حية في قلوب أبنائها وقصص أبطالها.
"التاريخ الفلسطيني ليس مجرد ذكريات، بل هو درع يصون الهوية ووصية للأجيال القادمة."