مندوب هوية في عمان يوثق شهادة الحاج محمد خليل عثمان "أبو شاور" عن أحداث النكبة في قرية ذكرين – قضاء الخليل
زار مندوب مؤسسة هوية في الأردن الحاج محمد خليل عثمان أبو شاور، من مواليد قرية ذُكْرين – قضاء الخليل عام 1933، حيث وثّق روايته حول حياة القرية قبل النكبة وما شهدته من اعتداءات وتهجير.
واستهل الحاج أبو شاور حديثه بوصف قريته ذكرين وطبيعة منازلها القديمة المبنية من الحجارة والطين، مشيرًا إلى أن كل بيت كان يضم “حوشًا” لمبيت الدواب وتربية الطيور. كما استعرض أبرز عائلات القرية والقرى المحيطة بها، مشيرًا إلى أن ذكرين كانت تتميّز بوفرة المياه لكثرة الآبار فيها، وكانت القرى المجاورة تقصدها للحصول على الماء.
وأوضح أن أهالي القرية كانوا يزرعون القمح، الشعير، العدس، الذرة، الفول، الصبّار، التين وغير ذلك، وكانت فيها معصرة زيتون بدائية على الحجر، و"بابور طحين". كما كانت في ذكرين مدرسة “كتاتيب” لتحفيظ القرآن، وكان أهل القرية يعملون "زفّة" احتفالًا لمن يختم القرآن. وأضاف أنه درس في مدرسة القرية حتى الصف الرابع، لكنه لم يُكمل بسبب عمله في رعي الأغنام قائلاً: "أنا حافظ البلد شبر شبر."
وأشار إلى وجود عدة دكاكين في القرية، منها دكانة اشتي لبيع الأقمشة، و"دكانة النيص"، بالإضافة إلى حلاق كان يقوم أيضًا بقلع الأسنان. كما تحدّث عن أملاك عائلته قائلاً إن جده كان يملك ما يقارب 200 دونم من الأراضي، إضافة إلى تربية الأغنام والأبقار.
وعن الإدارة المحلية، ذكر أن مختار القرية كان محمود سلمان، وكان هناك مختار آخر من آل الذيبة. وفي حديثه عن الأوضاع قبل النكبة، قال إن اليهود كانوا يتواجدون في المناطق المحيطة ويتدربون بالعصي، فيما كانت العائلات تحاول شراء السلاح للدفاع عن القرية، إلا أن سلطات الانتداب البريطاني كانت تشدد عليهم، وتم اعتقال كل من يُضبط بسلاح.
وأضاف: "الإنجليز انسحبوا وسلموا أسلحتهم وسياراتهم للصهاينة، فصار الصهاينة يطخوا على القرى حوالينا واحتلوا كل القرى القريبة." وأوضح أن أهالي ذكرين تصدّوا لعدة محاولات اقتحام، لكن نفاد الذخيرة حال دون مقاومتهم أكثر، فاقتحمت العصابات الصهيونية القرية وقتلت عددًا كبيرًا من أبنائها.
ويروي الحاج أبو شاور تفاصيل خروجه من القرية وهو في سن الرابعة عشرة قائلاً:
"طلعنا على دفعات… أنا طلعت وأنا حامل بنت أخوي على كتافي من ذكرين لدير نخاس مسافة 12 كيلو."
ومن ثم انتقلت العائلة إلى قرية بيت ساحور حيث أقاموا في غرفة واحدة بلغ عدد ساكنيها 16 شخصًا بينهم أربعة من كبار السن تجاوز عمرهم 80 عامًا.
وأكد الحاج أبو شاور في ختام شهادته:
"إحنا ما بنتسامح مع اليهود… وما بننسى بلادنا."
وقد كان في استقبال مندوب هوية الحاج أبو شاور وأبناؤه وأحد أحفاده الذين حرصوا على الاستماع إلى شهادة الجد، وتوثيق روايته عن فلسطين وقريتهم التي هجّرت منها العائلة.
