«لوحاتكِ كانت مرشدي ودليلي»
تقبلي منّي هذا البورتريه راجيا أن ينال إعجابكِ.
هي آية في فنها وآية في عطاءها.. وهي إبنة عائلة عربية عريقة ذاع صيتها في أرجاء الدولة العثمانية مطلع القرن العشرين، وإبنة الموسيقي والمؤرخ الوطني (واصف جوهرية) المشدود القامة كأوتار عوده الشرقي الذي طربت له آذان المقدسيين في حارة السعدية وباقي حارات البلدة القديمة.
في السادسة عشر من عمري، كنتُ عضوا في فريق جمعية الشبان المسيحية بالقدس (YMCA) .. كنتُ ومعظم أعضاء الفريق نسكن في حي واحد، وفور الإنتهاء من التمارين أو المباريات كنا نعود للحي سالكين شارع السان جورج وصلاح الدين مرورا بشارع الزهراء الذي يقع في نهايته مطعم كويك لانش، لصاحبه الراحل طيب الذكر (عيسى شاكر)، وهو والد زميلنا موسى شاكر..
كنتُ أكثر أعضاء الفريق سعادة حين نصل المطعم، ليس للتلذذ بطعم الدجاج المشوي على الجريل، وإنما كانت سعادتي بالنظر والإستمتاع باللوحات المعلقة داخل المطعم،
كنتُ أقف بانبهار ودهشة لهذا السحر والجمال. كانت كل اللوحات بالألوان الزيتية وهي لطرقات وحارات البلدة القديمة في القدس.
طالما راودني نفس السؤال حين كنتُ أنظر لتلك اللوحات: أنا في بداية المشوار، أيعقل أن أصل لهذا المستوى من الإبداع؟؟ وكأن موسى تطوع بالإجابة حين عرّفني بأمه وهو يقول: هذا هو المعجب بلوحاتك. وقدّمني على أنني رسام شاطر، مما أشعرني بالحرج والإرتباك من هذا المديح، لكنها تخطت إرتباكي حين سألتني عن رأيي باللوحات.. فأجبت على الفور: أجمل ما فيها أنها القدس.. أنتِ فنانة عظيمة، ولوحاتك هذه ستكون دليل وعنوان لي في الرسم مستقبلا.. هل سيحصل؟
Shehab Kawasmi
منشور لتذكر اهم المعلمات اللواتي لهن بصمه مميزة في مدارس القدس
