مضر أبو دية: أسير المحنة والفرج العظيم

الأسير الفلسطيني مضر موسى أبو دية، ابن مدينة الخليل، يقضي حكمًا بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال الإسرائيلي. اعتُقل في 24 فبراير 2007 وظل يقبع خلف القضبان لمدة 15 عامًا، إلى أن أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال.
خلال لقاء له بعد الإفراج، تحدث مضر عن معاناة الأسرى وعائلاتهم، قائلاً:
"18 عامًا ونحن نعاني كأهالي أسرى في السجون. الحمد لله، هذا الفرج كان له ثمن عظيم: 60 ألف شهيد، ومدن بأكملها دُمّرت، وشلال من دماء غزة سال. نسأل الله أن يتقبلهم، فالفرج نعمة عظيمة من الله."
عائلة مضر عبّرت عن فرحتها العارمة بالإفراج عنه، رغم ما صاحبه من ألم الغربة بعد نفيه خارج البلاد، وهو مصير فرضته عليه قيود الاحتلال.
مدينة الخليل: عبق التاريخ وأرض الأنبياء
تعد مدينة الخليل رمزًا للتاريخ الفلسطيني وموطنًا للأنبياء. أطلق الكنعانيون عليها اسم قرية أربع نسبةً إلى بانيها أربع. سكنها النبي إبراهيم عليه السلام في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وأقام قرب بلوطة ممرا شمال المدينة. هناك، دفن إبراهيم زوجته سارة في مغارة المكفيلة التي اشتراها من عفرون بن صوحر الحشي. لاحقًا، أصبحت هذه المغارة مدفنًا لإسحق وزوجته رفقة أيضًا، مما يجعل الخليل شاهدةً على تاريخ روحي عميق.
رسالة أمل وتاريخ ممتد
قصة مضر أبو دية تعكس صمود الأسرى الفلسطينيين، فيما تظل مدينة الخليل شاهدًا على حضارة وتاريخ يمتدان لآلاف السنين، نابضين بالهوية الفلسطينية رغم كل المعاناة.