الأسير نائل ياسين: قصة كفاح ومقاومة

الأسير نائل محمد سليمان ياسين، من مواليد 1 أغسطس 1976، وابن بلدة عصيرة الشمالية قضاء نابلس، دخل عامه الحادي عشر في سجون الاحتلال الإسرائيلي. نشأ نائل في بلدته وتلقى تعليمه في مدارسها. كان الابن الأكبر في عائلته التي فقدت والدها عام 1991، ليحمل مع والدته مسؤولية الأسرة. بعد إنهاء الثانوية العامة، انضم نائل إلى الأجهزة الأمنية للسلطة الوطنية.
مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، لم يقف نائل مكتوف الأيدي أمام جرائم الاحتلال، حيث أقدم على قتل جندي إسرائيلي على أحد الحواجز، ليصبح هدفًا رئيسيًا لقوات الاحتلال. طارد الاحتلال نائل لسنوات، وحاول اغتياله مرات عدة، لكنه نجا بفضل الله.
في 19 يوليو 2006، وبعد مطاردة استمرت ست سنوات، حاصرت قوات الاحتلال نائل في مقر المقاطعة بنابلس. رفض نائل الاستسلام ودخل في اشتباك مسلح انتهى بهدم المبنى عليه. ظن الاحتلال أنه استشهد بسبب الإصابات البالغة التي لحقت به، ولكن نائل أظهر صمودًا مذهلًا بتحركه بعد ساعات من الحصار، ليُنقل إلى المستشفى ويتلقى العلاج.
تعرض نائل لتعذيب وحشي استمر 70 يومًا مستغلين إصاباته الجسدية كوسيلة ضغط، قبل أن يُحكم عليه بالسجن المؤبد مضافًا إليه 30 عامًا.
افرج عنه من خلال صفقة تبادل بين المقاومة الإسلامية والعدو الصيهوني عام 2025.
بلدة عصيرة الشمالية: معقل الصمود
تقع عصيرة الشمالية على بعد ستة كيلومترات شمال نابلس، وتعلو مرتفعات جبال نابلس بارتفاع 680 مترًا. تحيطها جبال مثل جبل عيبال من الجنوب والجبل الأبيض من الغرب. اشتهرت بزراعة الزيتون، حيث تغطي أشجار الزيتون نصف أراضيها البالغة 17,000 دونم، ما يعكس اهتمام السكان بزراعة الأرض وخدمتها.
تضم البلدة مقالع للحجارة، تُعد مصدر دخل لعدد كبير من سكانها، حيث تُصدر الأحجار إلى نابلس ومحيطها. كما يتميز سكان عصيرة الشمالية بإقبالهم على التعليم، ما ساهم في رفع مستوى الوعي والمعرفة لديهم.
الأسير نائل ياسين يمثل رمزًا للمقاومة الفلسطينية، وقصة كفاحه تُلهم أجيالًا من الشباب الفلسطيني للاستمرار في الدفاع عن حقوقهم وأرضهم.