احتلال وحصار، فقر وجهل ، كلها أمور مجتمعة ساهمت بدفع بعض الأطفال للتخلي عن طفولتهم وأحلامهم وحتى تعليمهم في بعض الأحيان ، سعيا وراء لقمة العيش .
صغار مارسوا أعمال الكبار ، منطلقين نحو الأسواق ، ليس للتبضع هذه المرة ولكن للعمل .
هناك في السوق ،ترى أطفال صغيرة ، بأجساد هزيلة ، يجرون عربات تكاد تكون اكبر منهم حجما، يبدؤون بالبحث عن زبونهم ، يعرضون خدماتهم على هذا وذاك ، حتى يوافق احدهم ، فينطلق الطفل معه بين البائعين ، ويبدأ الزبون بوضع حاجياته في تلك العربة ، دون مراعاة لتلك الأيدي الصغيرة ... وكل هذا مقابل شيكل واحد أو اثنين .
من المحزن جدا أن ترى طفلا ًلم يبلغ الحلم قد طغت ملامح التعب على وجهه، وانطبعت صورة الإحباط على قسماته، ناهيك عن ما يحمله من مظاهر السخط والتمرد على مجتمعه وأسرته، تتساءل: ما الذي جر المسكين الصغير إلى هذا الواقع المرير؟؟
طلال رمزي الريفي ،طفل يبلغ من العمر 12 عام ، يعمل هو وأخيه ذو الثمانية أعوام ، في هذه المهنة منذ عامين ، لكنه لم يترك المدرسة كغيره من العاملين هناك ، يعمل بدوام كامل في الإجازات ، وفي أيام الدراسة بشكل جزئي ، محاولا أن يوفق بين دراسته وعمله .
طلال يصف شعوره اتجاه عمله " شغلي كتير متعب ، أنا بضل اشتغل من الصبح لأخر لنهار وما بجمع اشي الناس بتشتري كتير أغراض من السوق ولما يجي الدور أني أخد حقي بصيرو يفاصلوني على الشيكل ولتنين " .
ويرى طلال انه طفل صغير من حقه اللعب والتمتع بحياة جميلة كباقي أطفال جيله ، من حقه أن يملك أوقات فراغ للعب بدل العمل ، أو أن ينال قسط كافي من الراحة بعد العودة من المدرسة .
والدة طلال تقول أن الوضع الاقتصادي للعائلة سيئ جدا ، وان راتب والدهم لا يكفي شئ ، مقابل متطلبات الحياة الكثيرة وان العمل يقوي أولادها على الحياة وليس عيب أو حرام .
وأضافت " سعات بحزن على ابني بس يجي من المدرسة ، ويروح على الشغل من غير ما يلحق يرتاح ، وبس يجي بحكيلو اتحمم على ما احضرلك اكل ، بجي عليه من شدة التعب نايم من غير ما يتحمم ولا ياكل حتى " .
في النهاية تبقى التساؤلات عالقة من غير إجابات واضحة ، من المسئول عن عمل هؤلاء الأطفال ، عائلاتهم أم الفقر أو هو إهمال المجتمع والمؤسسات الحقوقية والحكومية !!
المصدر: دنيا الوطن
تمت الاضافة من قبل
info@howiyya.com
بتاريخ
12/11/2013