هوية: المشروع الوطني للحفاظ على الجذور الفلسطينية

آخر الأخبار استعراض

عائلة الخالص

في إطار المساعي الرامية إلى إحياء وتوثيق أنساب العائلات العريقة في العالم الإسلامي، تأتي هذه الدراسة لتسلط الضوء على عائلة "الخالص"، وهي إحدى الأسر ذات الجذور التاريخية العميقة، التي تنتسب إلى النسب الحسيني الجعفري، وتنتمي إلى الدوحة الهاشمية النبوية المباركة من جهة الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عليهم السلام.

وانطلاقًا من الحاجة العلمية الملحة، يتناول هذا البحث إعادة توثيق نسب العائلة وتتبّع مراحله وتحولاته، خاصة في ظل ما لحقه من تهميش نسبي في بعض المصادر الحديثة الخاصة بالتاريخ والأنساب، رغم وجود عدد من المشجرات والمراجع التي تؤكد انتساب العائلة الشريف، سواء في الحجاز أو بلاد المغرب أو بلاد الشام، وخصوصًا في القدس والخليل وبلدة ترقوميا.

يعتمد هذا البحث على منهج علمي يجمع بين تحليل المخطوطات النسبية والمشجرات المعتمدة، واستقراء الروايات المحلية المتوارثة، إلى جانب توثيق شهادات نقباء الأشراف والمؤرخين المعاصرين. كما يستند إلى وثائق رسمية صادرة عن نقابة الأشراف في العراق، وإلى مصادر معتبرة مثل "بحر الأنساب"، و"دوحة السادة الحسينيين"، و"الدرر البهية"، بالإضافة إلى سجلات الأوقاف العثمانية وروايات عائلات حسينية مقدسية.

وتوضح الدراسة أن عائلة الخالص تُعد فرعًا من الجعافرة الحسينيين، الذين استقروا في بلاد الشام بعد قدومهم من الحجاز أو المغرب، ومرت العائلة بمحطات متعددة، بدءًا من بلدة ترقوميا في قضاء الخليل، وصولًا إلى مدينة القدس، حيث استقر الجد الأعلى محمد الخالص في حي باب حطة، قبل أن ينتقل أبناؤه إلى منطقة باب السلسلة القريبة من المسجد الأقصى، ولا تزال العائلة تقيم هناك حتى اليوم، محافظةً على إرثها العريق ومرتبطة بأنشطة دينية واجتماعية في المدينة المقدسة.

وتؤكد الدراسة بما لا يدع مجالًا للشك أن عائلة الخالص تنتمي إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وقد شاركت بفعالية في الفعاليات الدينية والوطنية، من أبرزها موسم النبي موسى الذي كان يشرف عليه مفتي القدس الحاج أمين الحسيني، جنبًا إلى جنب مع باقي الأسر السنية المقدسية. كما أن انخراط العائلة في الأوساط الصوفية والرباطية يعزز من حضورها الديني السني المتجذر.

ومن النقاط البارزة في هذا البحث تتبّع تطور اسم العائلة، من تسمية "الجعافرة الحسينيين" أو "الحسنين الجعافرة" إلى الاسم الحالي "الخالص"، نسبةً إلى أحد أعلام العائلة، وهو محمد الخالص بن عنقاء، الذي ورد اسمه في عدد من المشجرات النسبية، واتُّخذ اسمه لقبًا لعائلته ونسله. ويُعد هذا التحول الاسمي ظاهرة معروفة في تاريخ العائلات الشريفة، حيث تنتقل الألقاب النسبية من الجد إلى ذريته تماشيًا مع الاستقرار الجغرافي والاجتماعي.

تمت الاضافة من قبل fares-silwan@hotmail.com بتاريخ 24/05/2025
السجلات 
 من 7٬201