أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إنّ إجراءات الاحتلال وأذرعها التنفيذية، قامت بتحويل المسجد الكبير في مدينة بئر السبع (جنوب فلسطين المحتلة عام 1948) إلى متحف تهويدي.
وشددت المؤسسة على أن هذا "إجراء باطل وإمعان من قبلها بانتهاك حرمة المسجد" مشيرة إلى أن المسجد الكبير في بئر السبع هو "مكان مقدس ووقف إسلامي خالص لا يمكن تحويله إلى أي هدف آخر".
وقالت في تقرير صحفي عممته اليوم الثلاثاء (27-12) إن وفد "مؤسسة الأقصى"، ولدى زيارة ميدانية تفقدية قام بها يوم أمس الإثنين للمسجد للاطلاع عن قرب عما اقترفته بلدية الاحتلال في بئر السبع بحق المسجد؛ قام بتأدية الصلاة داخل المسجد، مؤكدًا قدسية المسجد ومكررًا الطلب بإرجاع المسجد إلى وظيفته المسجدية وهي الصلاة، وليس إلى متحف أو مزار أو صالة عرض.
وعبّر فرهود السيّد، عضو إدارة "مؤسسة الأقصى" ومندوبها في منطقة النقب، عن ذهوله عندما دخل إلى المسجد الكبير في بئر السبع والذي بني عام 1906م على يد الدولة العثمانية بمساهمة أهل النقب يومها، وقد حولته البلدية اليوم إلى متحف تهويدي، يتضمن صورًا وتماثيل وعروضًا مشينة داخل المسجد، الأمر الذي يمس بالمشاعر، بل بعقيدة المسلم، الذي يتوجه إلى الله بالصلاة في المساجد وبيوت الله.
ويقول الحاج سامي رزق الله أبو مخ -نائب رئيس "مؤسسة الأقصى"-: "والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وأنت ترى كيف علقت في المسجد الكبير الصور التي تمثل احتلال العصابات الصهيونية عام 1948م لمدينة بئر السبع ومنها احتلال المسجد، وصور أخرى تشير إلى تاريخ صهيوني في المدينة، وتهتز مشاعرك وأنت ترى التماثيل ومنها تماثيل لجنود صهاينة أو من الانجليز قد وضعت في جنبات المسجد، ولعلك لا تستطيع أن تتصور بشاعة المنظر، وكيف وضعت شاشات تلفزيونية كبيرة في وسط المسجد، تعرض بشكل متكرر مشاهد خليعة، من شرب خمر ورقص عارٍ، أو مشاهد لنصوص من "التاناخ"-التوراة- ، فيما تحاول بلدية بئر السبع خداع الرأي العام فتضع بعض الصور التاريخية للمسجد من الفترة العثمانية، فيما أغلب الصور والمعروضات هي من فترة الاحتلال البريطاني وحتى يومنا هذا، علمًا بأن مدينة بئر السبع هي مدنية عربية إسلامية"، وأضاف إن وفودًا من الأجانب واليهود كانوا قد تواجدوا في المسجد لمشاهدة المعروضات فيه، باعتبار أن الموقع هو متحف وليس مسجدًا.
وكانت "مؤسسة الأقصى" قد رفضت في بيانات سابقة قرارًا لمحكمة صهيونية قبل أشهر، بتحول المسجد إلى متحف خاص بـ "التراث الإسلامي وشعوب الشرق"، وقالت حينها "إننا نؤكد أن المسجد الكبير في مدينة بئر السبع هو مسجد إسلامي ووقف إسلامي خالص، وسيظل مسجدًا مقدسًا، ولن نقبل بتحويله إلى غير الهدف الذي بني لأجله المسجد، وتُبنى من أجله المساجد، هذا هو موقفنا، وسيظل مطلبنا الثابت هو إعادة افتتاح المسجد الكبير للصلاة أمام جماهير المسلمين، وهو الحق الذي تكفله كل الشرائع السماوية والمواثيق والأعراف الدولية".
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام