هوية توثق مع الشاعر صالح محمود هواري من قرية سمخ:
حكاية وطن وشعر
هوية - دمشق
قامت السيدة فدوى برية، مندوبة مشروع “هوية” في دمشق، بزيارة الشاعر الفلسطيني صالح محمود هواري، من مواليد قرية سمخ عام 1938، وذلك لتوثيق شهادته على النكبة وتجربته في الشتات. جرى اللقاء في منزله بمنطقة دُمَّر بدمشق، حيث استقبلها بحفاوة وتشجيع لفكرة الحفاظ على الهوية الفلسطينية.
تحدث الشاعر هواري عن طفولته في فلسطين، حيث درس حتى الصف الثالث الابتدائي قبل أن تهجّره النكبة عام 1948. يروي كيف كانت العصابات الصهيونية تهاجم القرى لإرهاب الأهالي ودفعهم للنزوح، وكيف كان والده أحد الثوار الذين واجهوهم، وكان يرافقه حاملاً له الرصاص والسلاح. ومع سقوط البلدة، خرجت العائلة إلى قرية الحمة المجاورة، ثم إلى درعا في سوريا، حيث قضوا أكثر من ست سنوات وتلقى تعليمه في مدرسة الراهبات.
انتقلت العائلة بعد ذلك إلى حماة حيث نهر العاصي لأن الموالد يريد ممارسة مهنة الصيد، قبل أن يستقروا لاحقاً في دمشق بمنطقة الشّاغور في خيام اللاجئين، حيث أكمل دراسته في مدارس الأونروا ثم في معهد فلسطين، وصولاً إلى الصف التاسع، وهناك برزت موهبته الشعرية لأول مرة مع قصيدة "بورسعيد" عام 1956.
أكمل دراسته الثانوية ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة دمشق، لكنه في الوقت نفسه تابع دراسة الأدب العربي، وصقل تجربته الشعرية التي لم تتأثر بشاعر بعينه بقدر ما تأثرت بحب القصيدة الجميلة. أشار إلى أن قريته سمخ أنجبت عدداً من الأدباء مثل الشاعرين أحمد ومحمود مفلح، كما ذكر الروائي يحيى يخلف وآخرين.
استعاد هواري ذكرياته مع والده الصياد الذي لم يتابع دراسته عن قرب، بينما كانت والدته خديجة، ابنة طبريا، تدعمه وتحرص على نجاحه رغم قلة تعليمها.
وفي ختام اللقاء، قرأ الشاعر مجموعة من قصائده التي حملت ملامح الهوية والمقاومة، وصوّرت الحياة في الوطن تحت الاحتلال وفي المنفى. تقول فدوى برية عن ضيفها: “شاعرنا يكتب من طين الأرض الفلسطينية وتحت سماء مشبعة بالحنين والأمل، فقصائده جسر بين وجع المنفى وحلم العودة”.