
ضمن جهود المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية – هوية في توثيق ذاكرة النكبة، التقت "هوية" بالأستاذ محمود محمد حمزة (مواليد 1947)، ابن قرية قُديثا شمال صفد، قضاء الجليل الأعلى.
رغم سنوات الغربة والشتات، لا يزال الأستاذ محمود، المعروف بعلمه وأدبه، يحمل حلم العودة، ويعبّر عنه بوعي وانتماء راسخين. يقول:
"أنا خلقت مع القضية وسأموت مع القضية... أملنا الوحيد أن نعود إلى وطننا ومسكننا، وإن شاء الله لن يضيع هذا الحق."
ذاكرة الجذور
تحدث عن جده وجدّ والدته اللذين فُقدا في "السفر برلك"، ثم عن والده الذي واجه الحياة بعصامية واشترى ستّ قطع أرض في قديثا، زرعها بالرمان والتفاح. ويحتفظ محمود اليوم بذرات تراب من قديثا والقدس في بيته بصيدا، يرفض التفريط بها مهما غلا الثمن، معتبرًا التراب رمز الانتماء الحقيقي.
ويفخر بوثيقة ولادته التي يعتبرها "أغلى من الذهب"، إلى جانب وثائق تاريخية تعود لعشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، تؤكد عمق جذور عائلته في فلسطين.
مسيرة تعليمية حافلة
بدأ دراسته في ثكنة غورو ببعلبك، وتابع في مدارس الأونروا بالبقاع وصور، وتخرّج من الجامعة العربية في بيروت عام 1974، ثم نال إجازة في اللغة الإنجليزية من الجامعة اللبنانية – فرع صيدا عام 1982. عمل مدرسًا ومديرًا في مدارس الأونروا، ثم مفتشًا تربويًا حتى تقاعده عام 2007.
رسالة إلى غزة
وجّه الأستاذ محمود رسالة لأهل غزة قال فيها: "أنتم تعرفون قيمة الأرض وتدافعون عنها بكل ما تملكون. الغزاوي لا يترك أرضه، حتى لو صعدت الدبابة على جسده. من يبيع أرضه خائن، فالأرض أمانة لا تُباع."
وختم بالدعاء لأهل القطاع بالصبر والثبات.
ختامًا.. الأستاذ محمود حمزة مثال للذاكرة الفلسطينية الحية التي لا تساوم، بل تروي وتُورّث، وتُبقي الحلم حيًّا في وجدان كل فلسطيني، حتى تعود الأرض لأصحابها.