المعلّم الذي حمل فلسطين في دروسه وذاكرته
زيارة "هـويـة" للأستاذ أحمد بدر في مخيم النيرب
حلب – مخيم النيرب
#هوية – فدوى برية
بين جدرانٍ تزينها صور فلسطين وخرائطها، استقبل الحاج الأستاذ أحمد حسين بدر (أبو محمد)، مواليد ترشيحا – قضاء عكا عام 1943، فريق هوية في منزله القريب من قوس النصر عند مدخل مخيم النيرب، حيث أمضى سنوات عمره في التعليم، محافظاً على ذاكرة فلسطين حيّة في عقول طلابه.
رحب بالفريق وجلس إلى جواره ابنه وأحفاده، فيما بدأ حديثه ملخصاً:
“قضيت 56 عاماً في مهنة التدريس، منها 38 في وكالة الغوث، كنت أدرّس مادة الجغرافيا، وأسعى دوماً لربطها بفلسطين، أرضاً وإنساناً.”
لم يكتفِ الحاج بدر بمهنة التعليم، بل أسس مجلة مدرسية بعنوان “صدى المكتبة”، كان يختار فيها كل شهر كتاباً من مكتبته، يلخصه ويرسله إلى المدارس، من بينها "التراث الفلسطيني" و"الموسوعة الفلسطينية"، كما نظم مسابقات ثقافية عن مدن فلسطين وقراها، ليغرس في الجيل الجديد المعرفة والانتماء.
استعاد ذكريات قريته ترشيحا وما شهدته من تهجير ومذابح، ورحلته القسرية إلى سوريا حيث استقر في حلب، محتفظاً بحلمه الذي لم يخفت يوماً بالعودة. تحدث عن شجرة عائلته التي عملنا معه على توثيقها، فكان والده الابن الوحيد لجده وله ثلاث شقيقات، فيما أنجب هو تسعة من الأبناء والبنات، لتصبح عائلته فرعاً نابضاً في الجذع الترشيحاني الكبير.
وفي ختام اللقاء، أكّد بثبات المؤمن بحقه:
“والله لو أتيح لنا أن نعود مشياً وحُفاةً حتى نصل لأرضنا، لفعلنا.”
