تم النشر بواسطة ابو بلال
·١٢ د ·
ترشيحا في عروق الحاج فايز درويش
حلب – مخيم النيرب
#هوية - أ. زياد غضبان
الأربعاء 3 أيلول 2025
مقابل مدرسة الدّامون في محلّه يجلس الحاج فايز و هو يراقب أشبال و زهرات فلسطين و هم ينطلقون بلهفة لطلب العِلم
استقبل وفد "هـويـة" الحاج فايز محمد درويش (مواليد 1943 _ ترشيحا ) جالساً على أريكته الخاصة و عيونه شاخصة على لوحة المسجد الأقصى الكائنة في غرفته ، حيثُ استقبلنا أجمل استقبال يليقُ بشيخوخته مُتجهِّزاً للحديث عن تاريخه الجميل مبتسماً بكلماتّ صادقة
في مستهل اللقاء ، وبعد إحصاء شجرة العائلة و أخبرنا أنَّ أصل عائلته من بيت { أبو طه }
و بعد إعطاءه بطاقة التعريف عن منصة "هـويّـة" وشرح رسالتها في حفظ شجرة العائلة الفلسطينية وصون الحقائق من الضَّيَاع
إذ قدَّر الحاج فايز و عائلته الجهود الجبّارة لحفظ تاريخنا الشفوي و مشاهدتها لأطفالنا
و انطلق بالتعريف عن نفسه أنا الحاج فايز بن محمد درويش -- مواليد ترشيحا 1943
كان والدي يعمل فلاح و يزرع الدخّان و يبيعه لتجّار القُرى ، و من شَغَفِه بالمقابلة تطرَّق بالحديث عن قصة من قصص الثورة في القرية ضِدّ الانكليز و بعد سردها ، عدنا بالكلام عن معالم القرية إذ كان كلامه مُفعماً لشجر و سهول و وديان ترشيحا
و أكثر ما أحدثته ذاكرته جيرانه عائلة [ أبو هاشم ، فوزي طه ، ملحم.... ]
و ركَّز على معالمها من المدرسة ( الكِتَّاب ) التي درس بها بشيخها
و المضافة التي يجتمع بها كبار القرية بمختارها الشيخ ( فهد شريح ) فكان ذا سمعة كبيرة في القرية لا يُردٍّد الكلمة مرّتين
إلى الكنائس و المزارات و الكهوف إلى مطحنة القمح على أطراف القرية الجميلة في القرية
و عندما سألته عن سبب تسمية ترشيحا بهذا الاسم
ابتسمَ مُتمهِّلاً في إجابته ١- طير الشيحا ٢- على اسم المجاهد شيحا
حينَ سألته عن الأكلة المفضّلة لدى التراشحة ( الكُبّة و المفتول ) حيث لا يمر أسبوع على أهل ترشيحا إلا أن يكون غداء يوم الجمعة كبّة نيّة
و أكثر ما تُقام في الأفراح
و تطرَّق في الحديث عن تعاون أهالي ترشيحا عند الأفراح و الأعراس و العادات الجميلة آنذاك
و تبادل أطباق الطعام في رمضان
و بَرَز في مخيم النيرب صندوق ترشيحا عام ٢٠٠٧ حيث يدفع كل فرد في عوائل ترشيحا مبلغاً أسبوعياً في الصندوق يُرَدّ للعريس و عند الأتراح و المَرض حيثُ يبيّن كلامه لِحمَة و وحدة أهل ترشيحا
و عند استفسارنا عن مسيرة الهجرة ومآلمها استعاد بغصَّة ألم أنهم اتّخذوا قرار الهجرة بعد قصف الطيران المُستمر إذ منهم هاجر حافياً على قدميه و منهم على دوابّه إلى حدود لبنان و روى لنا تفاصيل مؤلمة عن الهِجرة القسرية ليلاً و مشيهم نحو المجهول حتى وصولهم لبنان حيث كانت بانتظارهم القطارات لتوزيعهم إلى مناطق في لبنان و سورية و لجؤوهم إلى مخيم النيرب الذي كان ذاك الوقت معسكرا للفرنسيين لا يُسكن و حكى لنا مواصفات العيش في المهاجع إلى نصب الخيم
و آخراً عند سؤاله عن حلمه بالعودة أجاب بغضب : (( نعم حلمي بالعودة موجود ، أنا فدائي و لهلأ مطمئن إنّ إلي أرض و راح أرجعلها إذا الله رادلي ))
(( كل هالعمر صبرت لحتى أسكن بين أوروبيين؟ مع ناس ما بمسّولنا لا عادات ولا تقاليد ))
ثمّ دعا لأهل غز..ة بقلبٍ خاشع و عينٍ دامعة و هو يردّد (( أنا برفع راسي فيهم ))
