(رموز فلسطينية )
خضرة محمد سليم موعد (أم صبحي).. هي سنديانة فلسطينية من مواليد عام 1930 في قرية صفورية قضاء مدينة الناصرة في الجليل الفلسطيني الأعلى ..صمدت الحجة خضرة الموعد، 95 عاما، وبقيت حتى الآن في مخيم اليرموك ، ولم تغادره مطلقا ، وقد تحمّلت الفترات الصعبة التي مرّت، عندما كانت الحمم والقذائف والصواريخ تتساقط من قبل جيش النظام البائد الهارب دون توقف على مخيم اليرموك.
وفي محنة اليرموك، تعرّض شارع حيفا ، حيث تسكن الحجة ، لسقوط القذائف عليه بشكلٍ متتالي، وسقط العديد من أبنائه شهداء أبرار وأبرياء. ومع أن تلك القذائف اللعينة أحدثت أضرارً ببعض منازله وأبنيته، إلاّ أن شارع حيفا كان الأقل دماراً من غيره، من الناحية العمرانية بالرغم من اهوال القذائف. وبقي العديد من سكانه صامدين، ومنهم في شارع حيفا جادة رقم 10، كانت، وما زالت تعيش،"سنديانة صفورية واليرموك" الحاجة خضرة .
أبت الحاجة خضره / ام صبحي أن تغادر بيتها في شارع حيفا، وقالت مقولتها الشهيرة: " تركت بيتي مرة في صفورية، ولن اتركه، واكرر ذلك الآن، وسأظل في بيتي مهما حدث " وحتى الآن لا زالت تعيش هناك في هذا الشارع العريق، وقد خصصت الطابق الارضي في بنايتها، حيث كانت تسكن كنقطة طبية للهلال الأحمر الفلسطيني، لخدمة العائلات المحدودة العدد والتي لا تزال تعيش في المخيم الى الآن، وانتقلت لتعيش في الطابق الثاني من البناية. وترحب الحاجة خضرة الموعد (ام صبحي) بالناس الذين يأتون ببشاشة و رحابة ومحبة. واثناء حصار شارع حيفا، كانت تقتسم ما لديها من قوت مع بعض جيرانها، ولا تبخل على اي قاصد لها.
لقد كان الحج صبحي موعد، ومازال في اليرموك، والذي كان الدكتور يونس خطاب زوج اخته يسأله دوماً عندما يخرج لبعض الوقت من اليرموك: أين انت يارجل، ليسارع بالجواب قائلاً نحن موجودين، اننا نبحث عنكم.
بقلم الكاتب نبيل محمود السهلي
