في زيارة سابقة للشيخ محمود الجشي حصلت على شجرة عائلة الجشي التي أعدها عبد الرحيم محمد عارف الجشي، وقد ذكر على بعض فروعها: الجشي – سحماتا، الجشي- الكابري والجشي – كويكات. فطلبت من الشيخ محمود أن يزودني برقم هاتف أخيه في الشام لأستوضح الأمر وأسأل عن بعض التفاصيل.
اتصلت به بعد يومين، وبعد أن عرف أنني ن سحماتا وعرف والديّ وأجدادي شعرت أن فرحة غمرته ولم يبخل علي بمعلومة طلبتها، ولم يكتف بذلك بل وعدني بأن يرسل لي رسالة مع سائق من الشام يوضح فيها مزيداً من التفاصيل. وقبل انتهاء المكالمة أوصاني بفيصال السلام للأهل والأقارب وأهل البلد، خاصة حسن زكية الذي لم أعرف أنه حسن عبد الوهاب سلمون إلا بعد أن سألت الوالد.. وقد فعلت.
بعد أيام قليلة اتصل بي السيد عبد الرحيم الجشي واعتذر لأنه تأخر بإرسال الرسالة بسبب مرض زوجته ودخولها إلى المستشفى ووعد بإرسال الرسالة قريباً، فعرفت أن الرجل دقيق في عمله ويلتزم بوعوده ومواعيده. وبعد يومين اتصل بي السائق نمر عابدين ليسلمني الرسالة، وعندما استلمتها شعرت من حجمها – قبل قراءتها – أنني حصلت على معلومات دسمة لم أكن لأعثر عليها بكثير من الجهد والبحث، وبعد قراءتها أدركت أني كنت مصيباً.
وبما أن الرسالة فيها الكثير من المعلومات التفصيلية عن شجرة العائلة وتاريخ ولادة معظم الأفراد، وجزء من سيرة بعض رجالات العائلة، فقد رأيت أن أقتطف جزءاً من الرسالة لنشره هنا، على أن يستفاد من الجزء الآخر في التوثيق النهائي لتاريخ العائلة. وأورد هنا أجزاء من الرسالة كما وردت دون تعديل:
ويورد عبد الرحيم الجشي – وهو من مواليد سحماتا عام 1932 - بعض التفاصيل عن جزء من شجرة العائلة من جده محمود الجشي:
أولاد فوزي: جمال (دكتور)، وليد (مدرس)، أحمد (فندقي) وابراهيم (محاسب قانوني)
سعيد: خريج جامعة، رئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين – فرع سوريا
محمد: موجه في وكالة الغوث
أحمد: مدرس لغة عربية
خالد: لا مهنة له.
أولاد محمد عارف: الشيخ محمود فهو كما تعلمون إمام وخطيب وأمور قضائية.
أحمد: عمل في التجارة
عبد الرحيم: توصلت في الدراسة إلى الثانوية ولم أوفق في متابعة الدراسة، وكنت بعد أن أنهيت الدراسة الابتدائية في سحماتا الصف الرابع ذهبت إلى ترشيحا وأنهيت الصف الخامس والسادس ثم انتقلت إلى مدينة عكا المدرسة الأحمدية التي سقطت قبل امتحانات الكفاءة بشهر واحد.
أما فيما يتعلق بمواجهة العدوان:
( شكلت لجنة في القرية كان رئيسها عبد السلام قدورة، وأمينها سعيد جميل قدورة رحمهما الله، وذلك لتأمين الأسلحة والذخائر وأمن البلدة. وكان شقيقي أحمد وعمي صالح محمد حسن مرة في قوات الجيش ومعهما غانم قدورة وقد هرب شقيقي وغانم من معسكر الزرقاء بالأردن بأسلحة من المعسكر واستطاعوا الوصول إلى البلدة بمساعدة رئيس بلدية بيسان. حدث أن قامت بعض العناصر من اليهود بمحاولة للاقتراب من البلدة فتصدى لهم أهل القرية وعادوا من حيث أتوا.
تم تشكيل كتيبة ممن كانوا في قوات الحدود (الزنار الأحمر) من أهل المنطقة بينهم ضباط ورتب أخرى لمحاصرة قلعة (جدّين) التي يسكنها اليهود بعد انسحاب جيش الانقاذ، واستطاعت هذه الكتيبة من منع وصول المساعدات إلى القلعة وحدثت معركة بين أفراد الكتيبة والصهاينة القادمين لنصرة المتواجدين في القلعة. أحرقت خلال هذه المعركة 17 مصفحة وقتل 67 صهيونياً وبقوا صامدين حتى جاءت الطائرات وقصفت كثير من المواقع دون إصابة أحد من الثوار، ثم أتوا بضابط كبير من الصهاينة إلى البلدة وألقوه في بئر مهجور. ثم جاءت لجنة من ضباط تابعين للأمم المتحدة إلى البلدة ومعهم شقيق الضابط بلباس الأمم المتحدة، وعندما أخرجوه حاول محمود عابدي أن يضربه برجله فقال طالب مرة هذا ميت ولا يجوز هذا العمل.
قصفت القرية بعد ذلك بالطيران ودخلها اليهود وجمع الشباب في الرحبة وأعدم آنذاك المغفور له محمد عبد الرحمن وكانوا يعتزمون إعدام حوالي مائة من أهل البلد، فجاء دروز البقيعة وطلبوا من اليهود أن يتركوهم لهم لينتقموا منهم بحجة أن بينهم وبين أهل البلد ثارات قديمة ففعل اليهود وانصرفوا. قال الدروز للشباب سنطلق النار في الهواء ليسمع اليهود صوت النار وعليكم الفرار، وهكذا نجا الشباب من الموت. تحياتي لكم راجياً لكم التوفيق..
11/2/2011
ملاحظة هامة: هي أن المسيحيين والمسلمين كانوا عائلة واحدة لدرجة أنك لو رأيت نساء الطرفين لا تستطيع أن تعرف المسلمة من المسيحية وكثيراً منهم ختم القرآن الكريم عند الشيخ محمود في لوان الجامع.