توثيق شجرة عائلة العلي – قرية الشجرة
حمولة الحياتلة – عائلة الشهيد الفنان ناجي العلي
هوية – 17/12/2025
تعمل مؤسسة «هوية» على توثيق شجرة عائلة العلي من قرية الشجرة، التي ينتمي إليها الشهيد الفنان ناجي العلي، وذلك في إطار اهتمامها بتثبيت جذور العائلات الفلسطينية والحفاظ على امتدادها التاريخي والاجتماعي. وقد أظهرت أكثر من مرجع أن عائلة العلي تُعد جزءاً أصيلاً من حمولة الحياتلة في قرية الشجرة.
وبالاعتماد على المقابلات الشفوية والمصادر التاريخية المتاحة، أمكن البدء بتوثيق الشجرة من الجد حسين العلي، الذي تبيّن أن له أخاً واحداً على الأقل هو ياسين العلي. وقد أنجب حسين العلي كلاً من: حنيفة، ونصرة، وخديجة، وسليم.
وتشير مراجعة سجلات النفوس العثمانية إلى وجود قيد موثّق باسم سليم بن حسين العلي، والد الشهيد ناجي العلي، والمسجَّل أنه من مواليد 1307 هـ. ويُعد هذا القيد المرجع الزمني الوحيد الذي أمكن العثور عليه حتى الآن، ويشكّل أساساً مهماً في تثبيت التسلسل الزمني لشجرة العائلة.
وقد أنجب سليم بن حسين العلي من الذكور: حسين، ومحمد، وجوهر، والشهيد ناجي العلي، ومن الإناث: آمنة، وجوهرة، ومريم، وزهرة.
أما ياسين العلي، شقيق حسين، فقد أنجب: عبد القادر، وأسعد، ورجب، ومصطفى، وخضرة.
وبعد تثبيت فروع الأبناء، تُظهر الشجرة نمطاً واضحاً من التصاهر داخل أبناء العمومة، وهو من السمات الاجتماعية السائدة في قرية الشجرة في تلك المرحلة. فقد تزوّج رجب بن ياسين من خديجة بنت حسين العلي، كما تزوّج جوهر بن سليم من حورية بنت رجب، وتزوّج حسين بن سليم من عائشة بنت رجب، في صورة تعكس تداخل الفروع داخل الحمولة الواحدة.
وكحال كثير من العائلات الفلسطينية، حملت عائلة العلي ألقاباً وتسميات متعددة داخل فلسطين، وتوسّع هذا التعدّد بعد التهجير. فبينما يُعرف بعض أفرادها بلقب الحياتلة، يحمل آخرون لقب العلي، في حين عُرفت أسرة جوهر شقيق الشهيد ناجي بلقب حسين، نسبةً إلى الجد، وهو نمط شائع في القرى الفلسطينية، انسحب بدوره على بقية فروع العائلة.
وكانت مؤسسة «هوية» قد التقت قبل سنوات جوهر سليم حسين (العلي)، وأجرت معه مقابلة خاصة شكّلت ركيزة أساسية في جمع شجرة العائلة وتدوين جزء مهم من تاريخها، إلى جانب مساهمة عدد من أبناء العائلة الآخرين، الذين كان لهم أثر واضح وبصمة مباشرة في إنجاح هذا الجهد التوثيقي. ولا يزال هذا العمل بحاجة إلى استكمال، ولا سيما من خلال إضافة أسماء جميع الأبناء والأحفاد، وجمع ما أمكن من الصور والوثائق، خصوصاً تلك العائدة إلى الجيل المولود قبل عام 1948، المعروف بجيل النكبة.
ويأتي هذا العمل ضمن مشروع «هوية» الهادف إلى حفظ الذاكرة العائلية الفلسطينية، وتوثيق البنية الاجتماعية للعائلات المهجَّرة، وربط الأجيال اللاحقة بجذورها القروية والوطنية، بعيداً عن التشويه أو الطمس الذي طال التاريخ الفلسطيني وروايته الأصيلة.