جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
عرابة المحتلة - عبد الله زيدان
إنّها بالروح خيرُ فداء، تضحيةٌ يعلوها إنقاذ وعطاء، تجتمعُ لترسم أُمّا حنونا .. أمّ مشهور عرابي، وهي أم لأربعة عشر ابنا، وتبلغ من العمر 57 سنة، ومن قرية عرابة ، حيث عزمت وبدون تردد أو تكاسل على أن تتبرع بكليتها لفلذة كبدها ربيع، بعد أن احتاج الأخير وبشكل عاجل لعملية زرع كلية، فسارعت إلى المستشفى للتبرع بها. وعن ذلك تقول أم مشهور: "أولا أحمد الله تعالى على كل شيء، ربيع هو عضو من أعضاء جسدي وبعد أن علمنا بحاجته الماسّة لزرع كلية، هرع جميع أولادي للتبرع بكليتهم.. إلا أنّني أصررت على أن أكون أنا المتبرع الوحيد، وذلك من أجل الحفاظ على سلامة وصحة أبنائي، كونهم جميعا لديهم أبناء وعائلات وعليهم أن يعملوا من أجل لقمة عيشهم، أما أنا فكبيرة في العمر وربة بيت لذلك فضلت أن اتبرع بكليتي من أجل إنقاذ ابني والحفاظ على صحة وعافية جميع أبنائي وجميع الشبان". الابن ربيع عرابي يعمل في سلك التربية والتعليم مدرسا في إحدى مدارس عرابة، شعر بوعكة صحية وخضع للفحوصات وتبين أنّه بحاجة إلى عملية زرع كلية، وعليه رقد في مستشفى "بيلنسون" الإسرائيلية في بيتح تكفا، وبعد الفحوصات الطبية للأم تبين بأنها ملائمة للتبرع بكليتها. فتوجهت أم مشهور إلى المستشفى وقدمت موافقتها الخطية على إجراء العملية بالرغم من المخاطر الجمّة التي قد تواجهها في المستقبل، بحسب ما شرح لها الأطباء، حتى أنهم حذروها من الموت جراء استئصال الكلية من جسدها، إلا أنها قررت التبرع بكليتها لابنها. وخضعت الأم والابن لعمليتين جراحيتين تم في نهايتها زرع الكلية بجسد الابن ربيع بنجاح وتم تسريحهما وهما بصحة جيدة إلى بيتهما في عرابة. وقال ربيع عرابي: "يعجز اللسان عن وصف كلمات الشكر والامتنان لوالدتي التي خاطرت بحياتها من أجل إنقاذي ومهما قدمت لها لن أستطيع أن أكافأها.. فالجنة تحت أقدام الأمهات... وها أنا على قيد الحياة سالما معافى بفضل الله ثمّ بفضل أمي الحنونة".