ورد ذكر العبادلة في كتاب الأنساب (1) ما نصه :-
أن العبادله من سكان غزة الشام وهم بطن من جزيمة من جرم طي ومنازلهم مع قومهم ببلاد غزة ثم نزحوا من غزة الى نجد والحجاز وانتشروا في الجزيرة العربية ، وارتحلوا من الجزيرة العربية الي العديد وهو المدخل المائي في حدود قطر الجنوبية تحت نفود حاكم امارة ابو ظبي وذلك في مطلع سنة 950هـ 1543م وكان سبب ارتحالهم إلى العديد هو الخلاف الذي نشب بينهم وبين اولاد عمهم آل بنو حماد حيث نزحت القبيلتان من غزة الشام التي كانت بلادهم الأصلية فنزل بنو حماد في الحوطه ونزل العبادلة في حريمله من بلاد نجد وبقي الجميع ساكنين في الحوطه وحريمله مدة من الزمن ثم رحل الجميع يجوبون أنحاء الجزيرة العربية طلباً للمرعى شأنهم شأن العرب في كل مكان حتى انتهى بهم المطاف الى المنطقة الساحلية من الخليج فنزل قسم منهم في الجنوب العربي ومنهم السلطان عبد الكريم العبيدلي ' الذي كان له سلطاناً على إحدى إمارات الجنوب العربي قبل إعلان الجمهورية الشعبية لجنوب اليمن ' ومنهم من نزل الأحساء والعديد وهو خور ومدخل مائي في الحدود الجنوبية من دولة قطر تحت نفوذ حاكم إمارة أبو ظبي , كما أن منهم من نزح الى العراق ومنه من انتقل الى بر فارس أي الى الساحل المقابل وذلك سنة 1117 هـ 1705 م واستطاعوا بسط نفوذهم على منطقة واسعة من هذا الساحل كانت تضم قرى العرمكي ونخل وخلفان وعلفدان والرميلة وبيجر والجبرية ورأس بالدود وشيروه وبجراش وغيرها , والبعض منهم من رجع الى نجد بلاده الأصلية .
ــــــــــــــــــــ
(1) كتاب تاريخ القبائل العربية في السواحل الفارسية - القسم الأول - للسيد خميس بن أحمد العبيدلي ص 57 بعنوان ( العبادله في التاريخ ) ص 60،61
العديد معقـل وآثار
إن منطقة العديد كانت في سالف الزمن معقلاً منيعاً لقبائل العبادلة وأولاد عمهم ' بنو حماد ' كان سبب ارتحال العبادلة من العديد هو الخلاف الذي نشب بينهم وبين اولاد عمومتهم آل بني حماد ( لم تكن القبيلتان العبادلة وآل بني حماد أولاد عم في النسب وانما المقصود من أولاد عمهم في السبب والمجاورة (1) حيث نزلت القبيلتان من غزة الشام التي كانت بلادهم الأصلية ، فنزل آل بني حماد في الحوطة ، ونزل العبادله في حريمله من بلاد نجد ، وبقي الجميع ساكنين الحوطة وحريملة مدة من الزمن ثم رجع الجميع يجوبون أنحاء الجزيرة العربية طلباً للمرعى شأنهم شأن العرب في كل مكان حتى انتهى بهم المطاف الى المنطقة الساحلية من الخليج وقد استوطنوا العديد في مطلع سنة 950 هـ 1543 م وظلوا ساكنين فيه مالكين له الى سنة 1117 هـ 1705 م عندما اجتاحتهم التيارات الثورية القبلية وعكرت صفوهم الاختلافات التي نشبت بينهم وبين آل بني حماد وهم من آل حميد بن ربيع بن زامل بن عامر بن جبر بن نبهان بن حصين الصبيحي المنيعي الخالدي فعلى أثر خلاف وقع بينهم مع العبادله على البئر الذي كان مصدر الماء الوحيد حيث أن المنطقة كانت تعاني من الجذب في ذلك الوقت ثم انقسموا في العديد فمنهم من اضطروا الى النزوح من ملكهم ومعقلهم 'العديد'
ــــــــــــــــــــــــ
(1) كتاب تاريخ القبائل العربية في السواحل الفارسية - القسم الأول - للسيد خميس بن أحمد العبيدلي ص 57 بعنوان ( العبادله في التاريخ )
وعهد الدولة الصفوية وأسسوا لهم مدنا' وقرى استوطنوها الى هذا اليوم , ومنهم من انتقل الى ساحل عمان وعجمان ورأس الخيمة وهم العبدولي الموجودين في وادي العبادلة وتفرقوا في أنحاء سواحل الخليج واليمن والعراق، ونزل قسم منهم ساحل فارس زمن بالأمارات العربية , والبعض رجع ٍالى دياره القديمة في نجد ونزل قسم من قبيلة العبادله في الجنوب العربي وأسسوا لهم دولة تعرف باسم حكومة السلاطين ، ومنهم السلطان عبد الكريم العبيدلي ، وقد ألغيت أخيراً حكومة السلاطين وانصهرت في بوتقة الجمهورية الشعبية لجنوب اليمن ( ثم توحدت وانضم الجنوب للشمال عام 1990 م - ثم عاد الخلاف و الإنفصال بحرب مريرة أدت الى قطع عرى الوحدة في عام 1994م ومن ثم توحدت على يد رئيس الجمهورية اليمنية علي عبدالله صالح وإلى يومنا هذا , وكانت مدة نزولهم وملكهم في 'العديد 'إلى يوم رحيلهم منه مائتين وسبع وستين سنة حتى أصبحت هذه المنطقة تعرف بهم ، وصار لهم شأن عظيم حيث لم يسكن قبلهم فيها أحد من القبائل ، وبات لهم من الشوكة والعظمة ما حسدهم عليه معظم القبائل الساحلية المجاورة لهم ، كما وأن آثارهم باقية فيها الى هذا اليوم ، فمن تلك الآثار التي تترائى للناظر هناك والتي يجدها الزائر هي بقايا وشظايا ومخلفات المدافع النارية الثقيلة التي كانوا يستعملونها في أيام حروبهم وغزواتهم وثوراتهم ، ومن آثارهم أيضاً ما يسمى ' بنقة البغله ' وهو بندر كان يستعمله الفريقان كميناء لهم وهو الآن موجود وآثاره باقية ويقع هذا البندر أول مدخل خور العديد .