| المحتوى |
ماجدة صبحي
28/9/2015
صباح امس الاول ، عندما استطعنا الدخول للمسجد الاقصى حوالي الساعة ١١والنصف صباحا ، التكسير والتدمير ورائحة الغاز تملأ الاجواء في المصلى القبلي ، ولا تسمع الا اصوات التكبير التي تزلزل جنود الاحتلال والمستوطنين ، ومن بين اصوات المرابطات ، وجدت هذه المرأة تتقدم صفوفهن وتهتف بكل حرقة وتدعو الله بصوت أجش وضعيف ، وكل ملامح التأثر واضحة على ملامحها، وشاب يصورها باهتمام ويبتسم، ادركت من تصرفاته انه ابنها ، وبالفعل هو كذلك
بعد حين وجدتها تجلس تحت شجرة باحثة عن بعض الظل ، تتكلم مع ابنها وزوجته وكل مللمح وجهها تتكلم ، سلمت عليها بكل حب وتقدير وجلست القرفصاء بجانب كرسيهاالمتحرك وشيئا خفيا يشدني لهذه الجدة الطيبة ، وجهها واهتمام ابنائها يخبرني بذلك
اظهرت تقديري واعجابي بقدومها للمسجد الاقصى رغم هذه الظروف وخاصة في هذا اليوم الصعب الذي صادف عيد العرش اليهودي وما رافقه من كم هائل من انتهاكات واقتحامات ومنع وانتطار خارج الابواب،،،،
فبادرتني قائلة: انا يا خالتي اول مرة بدخل فلسطين من ٦٧ سنة ، من يوم ما طلعنا في ال ٤٨ ، وبدكيش ايجي عالاقصى ؟ وخليني اموت هان، يييي ما احلى الشهادة فيه
- من وين انت يا خالتي وكيف اجيتي
- كنا في مخيم البرج الشمالي حد مدينة صور بلبنان ، وقبل ١٢ سنة ابني اخذني عالسويد عنده ، ولما طلعتلي الجنسية السويدية قلتله خذني على فلسطين، خذني على الاقصى،
- من وين انت يا خالة؟
- من قرية الحسينية عند الحولة ، كنت بنت ١٢ سنة ، ذبحونا اليهود وهدوا البيوت فوقنا ، رفعتت امي من تحت الدمار ، واخوتي وقرايبي ، منهم مات ومنهم عاش ومنهم ما بنعرف مصيره ، ،،،، وطلعنا على لبنان، وهيانا لساتنا بنستنى نرجع، قلت لابني يمه خذني عالاقصى بلكي متت ودفنتوني هناك
قطع حديثها صوت اذان الظهر ، سكتنا ، وكل واحدة فينا في جعبتها الاف الكلمات ، قبلت جبينها ، رحبت بها،،، وودعتها بابتسامة مليانة،،،
* حقيقة لم اكن قد سمعت عن قرية (الحسينية )من قبل ، عندما عدت للبيت وبحثت عن هذه القرية وما اخبرتني به السيدة من معلومات عن قتل وتدمير ، فوجدت بالفعل هناك قرية الحسبنية قضاء صفد ، وقد واجهت هجومين اجراميين من قبل الهاچانا اسفر احدهما في تاريخ ١٣ / ه/ ١٩٤٨ عن مجزرة رهيبة راح ضحيتها اكثر من ٣٠ طفل وامرأة وأجبروا من تبقى من اهل القرية على الخروج والفرار الى لبنان وسوريا .
بعد مفارقتي للسيدة الطيبة تذكرت انني لم أسألها عن اسمها ، عرفتني عن قريتها وقصتها ونسينا الاسم ، وماذا تهمّ الاسماء ؟
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|
