جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
صادقت «لجنة التخطيط والبناء» التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، أمس(14-2)، على مخطط استيطاني جديد لإقامة «حديقة أثرية» في قلب بلدة سلوان المقدسية، معطية بذلك الضوء الأخضر لبدء تنفيذ مشروع تلمودي في المدينة المحتلة يحمل اسم «حدائق الملك». وأعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية، في بيان، أن «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء» في بلدية القدس أقرّت خطة لإقامة «حديقة أثرية» في حي وادي حلوة في سلوان، وذلك ضمن إطار مشروع «مركز الزوار ـ مدينة داود»، والمعروف باسم «حدائق الملك»، في مدينة القدس المحتلة. وبحسب وزارة الداخلية الإسرائيلية فإن مشروع الحديقة يأتي قبل بناء مجمع سياحي سيضم صالات عرض وقاعات مؤتمرات وكافيتريا ومحل تذكارات على مساحة خمسة آلاف متر مربع. وستدير جمعية «إلعاد» الاستيطانية اليمينية التي تسعى لزيادة الاستيطان في القدس الشرقية هذا المشروع، وهي تدير حالياً موقعاً أثرياً في سلوان أطلقت عليه اسم «مدينة داود». وجرفت آليات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس وما يسمى بـ«سلطة الحدائق الطبيعية» أرض ملعب وادي حلوة، إيذاناً ببدء تنفيذ هذا المشروع الاستيطاني، في وقت حذرت لجنة الدفاع عن بلدة سلوان من نوايا جدّية لدى بلدية الاحتلال في القدس لهدم جميع منازل الحي خدمة لمشروع «حدائق الملك». وقال رئيس لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبو دياب، في بيان صحافي، إنه «بعد فشل جولة الاقتحام لليمين اليهودي المتطرف للمسجد الأقصى المبارك، فإن بلدية الاحتلال تتجه الآن للانتقام، وستصب غضبها على سلوان لكونها خط الدفاع الأول عن الأقصى، وستحاول تنفيذ هدم جماعي لمنازل حي البستان، وهدم المزيد من المنازل بشكل مكثف في أحياء القدس المختلفة». يذكر أن محكمة إسرائيلية أصدرت، أمس الأول، أمر هدم لمنزل المواطن محمود حسن الرويضي من سلوان، كما ألزمته بدفع 10 آلاف شيكل غرامة بحجة البناء من دون ترخيص. كذلك، أصدرت المحكمة حكماً بتغريم فاطمة محمد العباسي من سلوان بـ 30 ألف شيكل، وأمهلتها خمسة أشهر لاستصدار رخصة لمنزلها من بلدية الاحتلال، علماً بأن العباسي تسكن مع أبنائها الخمسة في المنزل منذ عشر سنوات، وبدأت بإجراءات الترخيص قبل أربع سنوات إلا أنها لم تتمكن حتى اليوم من الحصول على رخصة لمنزلها لرفض بلدية الاحتلال ذلك. وحذرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى ويتسابق مع الزمن لخنق المسجد الأقصى بالمشاريع التهويدية والبؤر الاستيطانية على حساب المعالم الإسلامية والعربية. وأضافت المؤسسة أنه «من ضمن هذه المساعي مصادقة ما تسمى باللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة للبلدية العبرية في القدس على مخطط (مركز القدم) في نطاق ما تسميه (مركز الزوار - مدينة داود) في حي وادي حلوة في سلوان، والملاصق للمسجد الأقصى من جهة الجنوب». وأشارت المؤسسة إلى «تكثيف البناء التهويدي حول المسجد الأقصى، وتسارعه، بشكل غير مسبوق، فما كان يستغرق تخطيطه والمصادقة عليه سنوات، يحتاج اليوم إلى أشهر قليلة»، لافتة إلى أن «الاحتلال يبادر إلى إقامة مثل هذه الأبنية في وقت واحد، ومن جميع الجهات المحيطة للمسجد الأقصى، الأمر الذي يشير إلى أن الاحتلال يحاول فرض الأمر الواقع واختصار الوقت لتنفيذ أكبر عدد من المشاريع التهويدية، التي بمجملها تشكل خطراً على المسجد الأقصى، وكل البلدة القديمة في القدس، وكامل القدس المحتلة».
المصدر: جريدة السفير