| المحتوى |
عُرف هذا الرجل باسم مهنته وهي " التركيب " أي تطعيم الشجر. كان يشق لحاء جذع الشجرة المُراد تطعيمها ويسلخه قليلا ليلصق تحته برعم الشجرة المراد ثمرُها، ثم يربط على اللحاء بشريط من الخوص يلفه حول الجذع من أعلى البرعم ومن أسفله وكان هذا البرعم يكبر إن كتبت له الحياة. وغالبا ما كانت تكتب له الحياة على يد مصطفى المركب ويصير البرعم عـرقا ثم غصنا وتتفرع من هذا الغصن العروق والأغصان وبعد سنتين أو ثلاثة تكون الشجرة المطعّمة الأبو صْفير مثلا قد عـرّقـت وحملت الثمار المطلوب اليوسف أفندي مثلا. وكانوا يختارون شجرة الأبي صفير لتركيب أي صنف آخر من الحمضيات عليها وذلك لأسباب منها أن الطلب على الأبي صْفير كان ضعيفا وأسعاره كانت زهيدة لا تـسمن ولا تغني من جوع ومنها ان جذور هذه الشجرة هي الأقوى من بين اشجار الحمضيات الأخرى و تمتد بعيدا في الأرض وتمْتص الغذاء الكافي لنمو الأغصان الجديدة.
"الزيب كما عرفتها"
احمد سليم عودة
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|