هوية: المشروع الوطني للحفاظ على الجذور الفلسطينية

قصص وروايات العائلة استعراض

لا توجد سجلات

مقابلة مع الحاج نجاح حسن الأعمر:

من الطنطورة إلى اللاذقية، سيرة حياة فلسطينية

هوية – اللاذقية

7/4/2025

بعد محاولات متعددة، تمكن السيد غسان الحاج خليل، مندوب مؤسسة "هوية"، من لقاء الحاج نجاح حسن الأعمر، البالغ من العمر 93 عامًا، في مقابلة توثيقية مؤثرة تسلط الضوء على رحلة نكبة وصمود بدأت من قرية الطنطورة الفلسطينية.

وُلد الحاج نجاح عام 1932 في الطنطورة، القرية الساحلية افي قضاء حيفا في فلسطين. يصف طفولته بأنها كانت مليئة بالهدوء والحياة الزراعية النشطة، حيث يقول: "تعلمنا حتى الصف السابع، وكانت بلدنا مليئة بالأراضي الزراعية، والبيوت مبنية من القناطر، والناس تزرع وتحصد بخير ورضا". كان والده مزارعاً يملك أراضي ومواشي، وكانت العائلة تنتمي إلى أوائل العائلات التي سكنت الطنطورة، ويشير إلى أن جزيرة صغيرة مقابلة لبيتهم كانت تُعرف بـ"جزيرة دار الأعمر".

لكن هذا الهدوء تبدد عام 1948. حينها كان الحاج نجاح في السادسة عشرة من عمره عندما اجتاحت القوات الصهيونية القرية. "الساعة 11 ليلاً، دخل اليهود إلى البلد، دارت معركة حتى الظهر، ثم أخذونا إلى شاطئ البحر"، كما يروي. تم فصل الرجال عن النساء وكاد الجنود يرتكبون مجزرة بأهالي الطنطورة لولا تدخل بعض اليهود القدامى من أهالي زمارين الذين اقترحوا اعتقال الرجال وإبعاد النساء إلى قرية الفريديس أو خارج فلسطين، وسُجن الحاج نجاح في سجن قرية أم خالد لمدة عشرين يوماً، قبل أن يُفرج عنه.

غادر بعدها إلى طولكرم، حيث قضى عامين وتعلم فيها حرفة "الكندرجي". وفي عام 1950، انتقل إلى سوريا ليبدأ حياة جديدة، فعمل في مطعم بدمشق يمتلكه رجل يُدعى عبد الحميد عمار، وكان يعيش ويعمل فيه حتى زاره شقيقه وحثّه على الزواج. تزوج من السويداء، ثم استقر في دمشق في غرفة صغيرة عند صاحب المطعم، قبل أن يفتتح محلاً لبيع العصير مع ثلاثة أصدقاء توفاهم الله لاحقاً.

عاش الحاج نجاح في مخيم اليرموك سنوات طويلة قبل أن يُجبر على النزوح مجدداً إلى مدينة اللاذقية عام 2012 بسبب الحرب السورية. رغم كل هذا التهجير، يظل الحاج نجاح متمسكاً بالوطن، ويقول: "لم يرزقني الله الأبناء، لكن أحمده على كل حال. الوطن غالٍ، وما في مثله، وأتمنى أن أعود إلى فلسطين وأرى بلدي التي وُلدت فيها."

في ختام اللقاء، عبّر عن امتنانه للسيد غسان الذي أصر على إجراء هذه المقابلة رغم كل التحديات، مما أتاح له استرجاع ذكرياته وتوثيقها. ويظل الحاج نجاح شاهداً حياً على نكبة قرية الطنطورة، وحكاية إنسانية تختصر قصة تهجير، صمود، وأمل لا ينطفئ بالعودة.

 

تمت الاضافة من قبل Howiyya بتاريخ 08/04/2025
السجلات 
 من 4٬865