هوية: المشروع الوطني للحفاظ على الجذور الفلسطينية

قصص وروايات العائلة استعراض

عشيرة عرب الطوقية كما روتها زهرة محمد خليل: ذاكرة الأرض والهوية والشتات

تعكس شهادة زهرة محمد خليل حول عشيرة عرب الطوقية رواية شفهية غنية بالمعاني، تسلط الضوء على الجوانب الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي شكلت هوية هذه العشيرة، منذ ما قبل النكبة وحتى تداعيات التهجير والشتات.

1. الحياة قبل النكبة: الجذور والتواصل مع الأرض

في مستهل المقابلة (00:00:07)، تسرد زهرة تفاصيل الحياة ما قبل النكبة، مبيّنة عمق ارتباط العشيرة بأرضها في مناطق ذات أهمية استراتيجية مثل الجحيف عند سفح جبل لبونة وقرب رأس الناقورة. يظهر هذا السرد أن العشيرة لم تكن فقط مقيمة على الأرض، بل مندمجة فيها تراثيًا وثقافيًا، حيث امتلكت أراضٍ مثل مستعمرة "حانيتا"، مما عزز من حضورها ومكانتها القبلية.

2. العادات والتقاليد: الاحتفالات الجماعية والانتماء

ابتداءً من الدقيقة (00:08:53)، تبرز المقابلة الطابع الاجتماعي المتماسك للعشيرة، من خلال طقوس الزواج، الأعياد، والاحتفالات التي مثلت مناسبات لترسيخ القيم والروابط العائلية. ممارسات مثل "الدبكة"، والزي التقليدي، والهدايا في حفلات الزفاف، تُظهر كيف لعبت هذه العادات دورًا محوريًا في بناء الهوية القبلية. كما تتجلى روح التعايش مع الطوائف الأخرى من خلال الإشارة إلى العلاقات الودية مع المسيحيين، في ظل احترام الخصوصية الدينية والثقافية.

3. القيم القبلية: الكرامة والتضامن والترابط

عند الدقيقة (00:13:00)، تُبرز زهرة السمات المميزة للمجتمع القبلي، كالكرم والضيافة واحترام النَسَب، مؤكدة على دور العلاقات الدموية في الحفاظ على وحدة العشيرة. تُصور العشيرة كجماعة قائمة على التضامن، حيث يُعامل الضيف كأحد أبناء القبيلة، ما يعكس بنية اجتماعية متماسكة ترتكز على الشرف والكرامة.

4. النكبة والصدمة الجماعية: النزوح والانقطاع عن الأرض

في مقاطع دقيقة (00:32:54) و(00:42:53)، تقدم زهرة شهادة حية على تجربة الاحتلال والنزوح القسري، موثقة لحظة انقطاع العشيرة عن جذورها. لم يكن التهجير مجرد تغيير جغرافي، بل صدمة وجودية ضربت عمق الهوية الجمعية للعشيرة. تُبرز الشهادة كيف شكّلت الذاكرة الجماعية معاناة الطرد من الأرض، لكنها في الوقت ذاته أرست خطاب مقاومة وصمود استمر في ذاكرة الأجيال.

5. التوثيق الشفوي: حماية الذاكرة وبناء السردية

تُظهر المقابلة أهمية السرد الشفوي كمصدر رئيسي لإعادة بناء التاريخ غير المكتوب، حيث تعكس الشهادات عمقًا وجدانيًا لا تُوصله الوثائق الرسمية. تشكل تجربة زهرة محمد خليل نموذجًا للمقاومة الثقافية، إذ تسهم في حفظ تراث العشيرة ونقله للأجيال، مؤكدة على أن الهوية القبلية لا تنحصر في الجغرافيا، بل تُبنى من خلال السرد والتجربة.

 

تمت الاضافة من قبل محمد قاسم بتاريخ 13/04/2025
السجلات 
 من 4٬865