| المقال |
إلقاء العجائز في الآبار
رمضان عوض الله (74 عاماً )، الذي يقطن حالياً منطقة " بركة الوز "، في المنطقة الوسطى من قطاع غزة ، كان عمره 14 عاماً عندما قامت العصابات الصهيونية بتهجير أبناء قريته " كوكبا "، الواقعة على بعد 20 كلم شمال قطاع غزة، في يونيو من العام 1948. لازال عوض الله يذكر مشاهد الدماء التي سالت في قريته عندما أقتحم عناصر عصابات " الهاجناة ". " كنت أنظر من نافذة المنزل عندما قام عناصرالهاجناة بحمل عجوز يدعى محمود ابو سمرة يبلغ من العمر 85 عاماً، وقذفوا به حياً في بئر المياه الرئيسي في القرية، وبعد ذلك قذف جثته بالحجارة "، قال ل " ويكلي ". ويشير الى أن الأهالي في القرية الذين كانوا يشاهدون مثله ما كان يجري قرروا الرحيل بمجرد أن يغادر الصهاينة القرية.
وأضاف أن الصهاينة تدرجوا في عملياتهم الإرهابية التي كانت تهدف الى اقتلاع الأهالي في القرية من قريتهم، مشيراً الى أن عناصر " الهاغناة " قاموا في البداية بحرق كروم العنب والزيتون وبساتين البرتقال، بالإضافة الى قتلى الماشية والأبقار التي يملكها المزارعون، والذين كانوا لا يملكون أي سلاح للدفاع عن أنفسهم، وعندما وجدوا أن هذه الوسائل لم تفلح في دفع الناس للرحيل عن منازلهم، أصبحوا يغيرون ليلاً على الناس ويقومون بقتلهم. ويؤكد رمضان أن جميع الأهالي غادروا القرية واتجهوا نحو قطاع غزة دون أن يأخذوا حتى ملابسهم، مشيراً الى أن عناصر " الهاجناة " كانوا يصطادون الفارين ويقتلونهم. " كان لدينا أمل أن تعيدنا الأمم المتحدة، أو تعيدنا الجيوش العربية بعد انتصارها في الحرب، لم نعلم أننا كنا نتعرض لمؤامرة كبيرة على هذا النحو ". صمت رمضان فترة، فإذا بالدموع تتدفق لتبلل لحيته البيضاء، ثمى قال أبياتاً من الشعر الشعبي تدلل على تعلقه بأرضه التي إقتلع منها، مؤكداً أنه يؤكد لأحفاده العشرين أن عليهم ألا ينسوا " كوكبا " أبداً.
www.lamsaegy.com
|
| Preview Target CNT Web Content Id |
|